Menu

24 يونيو 2013

"سوا صيفنا أحلى" يحلو مع أيتام ’الوئام’

ألوان الفرح ترسم قوس قزح ابتساماتهم

 

"سوا صيفنا أحلى" يحلو مع الأيتام

 

 

غزة/ وائل موسى:

 

"عمو عمو صورني" نداء يرتفع في كل زوايا المكان، في المسرح، الأنشطة، الألعاب اليدوية، وفي المتعة الحقيقية -كما يصفونها- حيث المسبح.

 

تجُول بنظركَ في أرجاء قرية عباد الرحمن السياحية على شاطئ بحر غزة، خلية نحل ولكن على طراز ممتع، الفرحة بادية على وجوه الجميع، منشّطين وأطفال، وحتى الزائر لا يملك إلا أن يبتسم ويُشارك الجميع فرحتهم.

 

"هادا أحلى يوم بحياتي" سألت ‘سامر’ وهو يقفز على أحد الألعاب الهوائية، لم يُكمل حديثه معي وانطلق إلى أقرانه للعب، ‘بُشرى’ كانت تُغمض عينيها من كثرة ما ترشق صديقاتها على وجهها الماء، وحينما تمكنت من سؤالها عن شعورها في هذا المهرجان الترفيهي قالت "من السنة اللي فاتت وأنا بستنى هالرحلة" وأشارت لأمها بيدها وتوجهت بسرعة إلى حافة المسبح دون أن أتمكن من إكمال حديثي معها أيضاً، ودون أن أمسح على شعرها لأنال الأجر.

 

كانت هذه بداية قدومنا صباح السبت 24/6  للمكان وذلك بدعوة من جمعية الوئام الخيرية في شمال غزة، والتي تنظم هذه الفعالية السنوية بتمويل من المكرمة الملكية السامية "مكرمة الملك عبد الله الثاني بن الحسين لأيتام قطاع غزة" والذين تُشرف ‘الوئام’ على توزيع كفالاتهم.

 

تجولنا في المكان بصحبة المهندس محمد أبو مرعي رئيس الجمعية، حيث قال شارحاً "تعتبر كفالة جلالة الملك من أضخم كفالات الأيتام على مستوى قطاع غزة والضفة الغربية، حيث يكفل جلالته 1500 يتيم موزّعين على كافة مناطق قطاع غزة، بتكلفة إجمالية تبلغ مليون و800 ألف دولار سنوياً" مشيراً إلى إشراف جمعيته على توزيع الكفالة حيث تبلغ حصة اليتيم 90 دولار شهرياً وهي القيمة الأعلى لكفالة يتيم في قطاع غزة.

 

قاطعت جولتنا طفلة جميلة، سألتها عن اسمها فأجابت بصوت خجول ‘أمنية’، تقف بجانب لعبة الأحصنة الكهربائية حيث يملأ صراخ فرحة الأطفال المكان، "عمو ليش زعلانة" لم تُجب، كانت أمها تقترب مني لتخبرني أن أخيها في رحلة أخرى وكانت تتمنى أن يكون معها اليوم.

 

كنت أشاهد أثناء الجولة الزوايا التي تحتضن الأطفال لمدة ساعة كاملة، بحيث يمر الطفل على كل زوايا المهرجان، ومن بعيد وداخل زاوية المسرح، تقف بثقة كبيرة طفلة جميلة وجريئة، دخلنا، أخبرتنا أنها تريد أن تٌسمعنا قصيدة "الوئام"، جلسنا وأخذت ‘هلا’ الميكروفون وألقت قصيدة تذكر فيها محاسن كفالة الملك عبد الله وجمعية الوئام، بإلقاء ساحر صفقتُ له بحرارة بعدما انتهت.

 

أكملنا الجولة، شارحاً أبو مرعي الهدف من هذه الفعالية بقوله "(سوا صيفنا أحلى) هو اسم مهرجاننا الترفيهي لهذه السنة، حيث نظمنا مهرجان "يللا نفرح" في العام الماضي مستهدفين الـ1500 يتيم، موزعين على أسبوع كامل من الفعاليات والأنشطة؛ وهذه السنة أيضاً أضفنا العديد من الفقرات، وأدخلنا عامل مشاركة الأهل في المهرجان لتكتمل فرحة اليتيم بوجود أهله" وأضاف "نسعى لتعويض الأيتام عن النقص في الحنان الذي تسبب به وفاة الأب، نُحاول أن نشعرهم أن لا فرق بينهم وبين الأطفال الآخرين، وأنه من حقهم الفرح كما غيرهم من أقرانهم، وقد لمستَ الفرحة بنفسك حينما تجولتَ في أرجاء المكان"

 

وحول المهرجان قال أبو مرعي "يأتي هذا المهرجان ضمن مشروع الرعاية الشاملة لليتيم هو أحد المشاريع التي بدأت بتنفيذها الجمعية مطلع العام الحالي، حيث سيُحدث نقلة نوعية في تغيير مفهوم الكفالة، من مجرد كونها مبلغ مالي يتسلمه ولي أمر اليتيم إلى رعاية شاملة من طرف الجمعية والكافلين".

 

 ألبوم الصور

 

وأشار إلى أن المشروع يتضمن اهتمام الجمعية بحالة اليتيم التعليمية، ومتابعتها بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، وكذلك اهتمامها بحالته النفسية والأسرية والصحية، ورعاية تشمل أمهات الأيتام عبر الدورات والندوات التي تهدف إلى زيادة وعي الأم حول طرق تعاملها مع أبنائها الأيتام، خاصة في مرحلة المراهقة.

 

ودعت الأطفال بصورة جماعية والابتسامة تعلو وجوههم، داعياً الله أن يحفظ آبائنا وأمهاتنا، ومستشعراً الأجر الذي يناله كافل اليتيم الذي يرسم البسمة على وجوههم ولو بالقليل.