Menu

22 أكتوبر 2014

"فيصــــــــل" نموذج عطاء من شعب الجزائر

مع نهاية يوم السبت الحادي عشر من شهر أكتوبر الحالي، كانت غزة على موعد مع وصول ثلة مباركة من خيرة أساتذة الجزائر الحبيبة في الطب من مختلف التخصصات، نزلوا ضيوفاً على جمعية الوئام الخيرية بشمال غزة وعلى الشعب الفلسطيني، وقد حملوا معهم قبل علمهم قلوباً معطاءة، ودعوات وأمنيات شعب الجزائر الكريم الذي حمّلهم أمانة إيصالها إلى غزة.

وحول تهافت أبناء الشعب الجزائري للتبرع بكل ما يملكون من أجل غزة، خاصة بعد الحرب المدمرة الأخيرة والتي استمرت لمدة 51 يوم، التقينا د.سليم بن خدة رئيس الوفد الطبي في جلسة نهاية يوم أمس من العمليات الجراحية والحالات المرضية، وسألناه عن تفاعل الشعب الجزائري خلال الحرب الأخيرة، فقال "كان التفاعل مع كل أحداث الحرب الأخيرة لحظة بلحظة، من كل أطياف الشعب الجزائري، وهذا ليس بجديد على أهلنا في الجزائر فقضية فلسطين حاضرة في قلب كل جزائري، والتفاعل مع غزة على كافة المستويات كان وما زال واجب يقوم به الجزائريون تجاه إخوانهم المسلمين في فلسطين".

وأضاف بن خدة "كنا متسمرين أمام شاشات التلفاز 24 ساعة وعيوننا لا تفارق الأخبار على القنوات المختلفة وخاصة قناة الجزيرة والأقصى والقدس، وقد طلب وفد الأطباء الكريم مغادرة الجزائر والوصول إلى غزة في ثالث أيام الحرب لكن حيل بيننا وبين تحقيق هذه الأمنية في حينه، والحمد لله الذي أكرمنا بالوصول إلى غزة بعد الحرب من أجل تضميد الجراح ومعاونة إخواننا الفلسطينيين في مداواة جراحهم".

وذكر الأستاذ بن خدة أثناء لقائه مع مراسليْ الجزيرة الصحفي وائل الدحدوح، والصحفي تامر المسحال قصة مؤثرة من قصص العطاء الجزائري لأهل غزة "فيصل إيمسعودن، هو طفل في التاسعة من عمره، يسكن بجانب بيتي في الجزائر العاصمة، يتيم الأب والأم، وكفيف لا يبصر، لكنه يرى بنور الله وقد نوّر الله بصيرته، يجلس دوماً عندي، وحينما علم أنني سأذهب إلى غزة، تأثر كثيراً وكان يدعو الله أن يحييه ويكبر ويزور غزة، وقبل أن أسافر بيوم واحد جاءني يحمل معه مبلغاً من المال قيمته 10 دولارات وقال لي: عمي سليم، أرجوك أن توصل هذا المبلغ الصغير جداً لأطفال غزة، وأخبرهم أن أطفال الجزائر جميعاً يحبونهم".

وقد علّق الأستاذ الدحدوح بتأثر حينما سمع قصة فيصل، وقال "من الحقائق التي لا تخفى على كل العاملين في مكتب الجزيرة في غزة أن أكثر المتصلين على المكتب كانوا من أهلنا وإخواننا في الجزائر الشقيقة وكل دول المغرب العربي، وقد تلقينا اتصالات من كل الدول العربية والأوروبية تقريباً، وكان الجزائريون لهم نصيب الأسد في الاتصالات حتى من الجاليات الجزائرية الموجودة في أوروبا وأمريكا".

وقد استمع أعضاء الوفد إلى حديث الصحفي تامر المسحال حول التغطية الصحفية في أثناء الحرب الأخيرة، ومدى المعاناة التي كان يعانيها كل أبناء الشعب الفلسطيني بمختلف شرائحه، مستعرضاً بعض اللحظات المؤثرة والعصيبة التي مرّ بها هو والعاملين في مكتب قناة الجزيرة أثناء الحرب، ومعبّراً عن تحيّات الشعب الفلسطيني والصحفيين الفلسطينيين إلى كل الشعب الجزائري الشقيق بكافة مكوناته، مختتماً اللقاء بوعده فيصل بزيارته في الجزائر قريباً.