Menu

06 يونيو 2015

ألوان الفرح ترسم قوس قزح ابتساماتهم: "بسمة أمل 2" يحلو مع أيتام الوئام

غزة/ وائل موسى


"عمو عمو صورني" نداء يرتفع في كل زوايا المكان، في المسرح، الأنشطة، الألعاب اليدوية، وفي المتعة الحقيقية -كما يصفونها- حيث زاوية الرياضة وشاطئ البحر.

 

تجُول بنظركَ في أرجاء مخيم "بسمة أمل 2" على شاطئ بحر غزة، والمُقام في استراحة الوئام البحرية. خلية نحل ولكن على طراز ممتع، الفرحة بادية على وجوه الجميع، منشّطين وأطفال، وحتى الزائر لا يملك إلا أن يبتسم ويُشارك الجميع فرحتهم.

 

"هادا أحلى يوم بحياتي" سألتُ ‘أمجد’ وهو يُمسك بالكرة في الزاوية الرياضية ويجري على الشاطئ، لم يُكمل حديثه معي وانطلق إلى أقرانه للعب، ‘منى’ كانت تُغمض عينيها من كثرة ما ترشق صديقاتها على وجهها الماء في البحر، وحينما تمكنت من سؤالها عن شعورها في هذا المهرجان الترفيهي قالت "من السنة اللي فاتت وأنا بستنى هالرحلة" وأشارت لأمها بيدها وتوجهت بسرعة إلى حافة البحر دون أن أتمكن من إكمال حديثي معها أيضاً، ودون أن أمسح على شعرها لأنال الأجر.

 

كانت هذه بداية قدومنا صباح الثلاثاء 2/6  للمكان وذلك بدعوة من جمعية الوئام الخيرية في شمال غزة، والتي تنظم هذه الفعالية السنوية بتمويل من جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ضمن برنامج الرعاية الشاملة لأيتام المكرمة الملكية السامية لجلالته.

 

تجولنا في المكان بصحبة المهندس محمد أبو مرعي رئيس الجمعية، حيث قال شارحاً "تعتبر كفالة جلالة الملك من أضخم كفالات الأيتام على مستوى قطاع غزة والضفة الغربية، حيث يكفل جلالته 1500 يتيم موزّعين على كافة مناطق قطاع غزة، بتكلفة إجمالية تبلغ مليون و800 ألف دولار سنوياً" مشيراً إلى إشراف جمعيته على توزيع الكفالة حيث تبلغ حصة اليتيم 90 دولار شهرياً وهي القيمة الأعلى لكفالة يتيم في قطاع غزة.

 

قاطعت جولتنا طفلة جميلة، سألتها عن اسمها فأجابت بصوت خجول ‘رقيّة’، تقف بجانب لعبة المراجيح حيث يملأ صراخ فرحة الأطفال المكان، "عمو ليش زعلانة" لم تُجب، كانت أمها تقترب مني لتخبرني أن أخيها في رحلة أخرى وكانت تتمنى أن يكون معها اليوم.

 

كنت أشاهد أثناء الجولة الزوايا التي تحتضن الأطفال لمدة ساعة كاملة، بحيث يمر الطفل على كل زوايا المخيم، ومن بعيد وداخل زاوية المسرح، تقف بثقة كبيرة طفلة جميلة وجريئة، دخلنا، أخبرتنا أنها تريد أن تٌسمعنا قصيدة "غزة منصورة"، جلسنا وأخذت ‘غادة’ الميكروفون وألقت قصيدة تذكر فيها صمود غزة والحروب التي تخطّتها وصمت المجتمع الدولي عن المجازر بحق الأطفال، بإلقاء ساحر صفقتُ له بحرارة بعدما انتهت.

 

أكملنا الجولة، شارحاً أبو مرعي الهدف من هذه الفعالية بقوله "(بسمة أمل2) هو اسم مخيماتنا لهذه السنة، حيث نظمنا مخيمات "بسمة أمل 1" في العام الماضي مستهدفين الـ1500 يتيم، موزعين على شهر كامل من الفعاليات والأنشطة؛ وهذه السنة أيضاً أضفنا العديد من الفقرات، وأدخلنا عامل مشاركة الأهل في المخيم لتكتمل فرحة اليتيم بوجود أهله" وأضاف "نسعى لتعويض الأيتام عن النقص في الحنان الذي تسبب به وفاة الأب، نُحاول أن نشعرهم أن لا فرق بينهم وبين الأطفال الآخرين، وأنه من حقهم الفرح كما غيرهم من أقرانهم، وقد لمستَ الفرحة بنفسك حينما تجولتَ في أرجاء المكان"

 

وحول المخيم قال أبو مرعي "يأتي هذا المخيم ضمن مشروع الرعاية الشاملة لليتيم هو أحد المشاريع التي بدأت بتنفيذها الجمعية مطلع العام الحالي، وللعام الثاني على التوالي، حيث أحدث العام الماضي نقلة نوعية في تغيير مفهوم الكفالة، من مجرد كونها مبلغ مالي يتسلمه ولي أمر اليتيم إلى رعاية شاملة من طرف الجمعية والكافلين".

 

وأشار إلى أن المشروع يتضمن اهتمام الجمعية بحالة اليتيم التعليمية، ومتابعتها بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، وكذلك اهتمامها بحالته النفسية والأسرية والصحية، ورعاية تشمل أمهات الأيتام عبر الدورات والندوات التي تهدف إلى زيادة وعي الأم حول طرق تعاملها مع أبنائها الأيتام، خاصة في مرحلة المراهقة، بالإضافة لمشروع المخيمات، ومشروع توزيع المياه المحلّاة على بيوت الأيتام، بالإضافة لتوزيع كسوة المدارس وثوب الصلاة لأمهات الأيتام، والعديد من المشاريع الأخرى.

 

 ألبـــــــــــوم الصور

 

ووجّه أبو مرعي رسالة شكر عميقة من خلال هذا التقرير باسمه وباسم كل الأيتام لجلالة الملك عبد الله على رعايته المستمرة رغم كل الظروف والصعوبات لأبنائه الأيتام في القطاع، وليس بغريب عليه هذا الكرم الهاشمي، ووقوفه الدائم ومواقفه المشهودة للقضية الفلسطينية بشكل عام، ولأهله في قطاع غزة المحاصر بشكل خاص.

 

ودعتُ الأطفال بصورة جماعية والابتسامة تعلو وجوههم، داعياً الله أن يحفظ آبائنا وأمهاتنا، ومستشعراً الأجر الذي يناله كافل اليتيم الذي يرسم البسمة على وجوههم ولو بالقليل.